للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن الإحسان، هو حديث معروف مشهور في أعلى درجات الصحة، وفي نهاية الأسئلة: ((انصرف الرجل فطلبه النبي -صلى الله عليه وسلم- فطلبوه، فلم يجدوه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هذا جبريل، آتاكم يعلمكم أمورَ دينكم)).

إذن الملائكة يتشكلون على هيئة البشر أحيانًا، وأحيانًا كما في (الصحيح) أيضًا كان يأتي الملك سيدُنا جبريلُ على هيئة دحية الكلبي، صحابي معروف عند الصحابة -رضوان الله عليهم- جميعًا. إذن تَخَلّق الملائكة بخِلقة البشر هذا أمر مكَّنهم الله منه، هم لا يصنعون ذلك إلا بإرادة الله -تبارك وتعالى-. ويقول العلماء: إنَّ مَنْ يكون على غير هيئة البشر، إذا أخذ هيئة أخرى على غير هيئته التي خلقه الله عليها، هذا يتم بإرادة الله، ولِحِكَمٍ يريدها الله -عز وجل- يُحْكَم بقانون الهيئة التي اتخذها، الجن أيضًا أعطاهم الله القدرة على التشكل بأشكال مختلفة: يأتون على هيئة حيوانات، أو على هيئة بشر. هذا أمر معروف وعليه الأدلة، ونحن لا ننتقل للكلام عليه.

لكن الذي أريد أن أوضّحه أن الملك أو الجن إذا أخذ هيئة البشر حُكِم بقانون البشر، بمعنى أنه تكون له يد وعين، ومن الممكن أن يَلطِم وأن يُلطَم ... إلى آخره.

إذن سيدنا موسى تعامَل مع بشر، لم يخبره أنه ملك الموت وجاء ليقبض روحه.

هذه مسألة أُولى، مجيء الملك على هيئة البشر وأنه جاء لموسى -عليه السلام- بهذه الهيئة، وأن موسى -عليه السلام- تعامل معه على أساس هذه الهيئة التي جاء بها عليه.

ثانيًا: ظَنَّ سيدنا موسى أنه رجل يريد إيذاءَه، فدفع الإيذاءَ عن نفسه بما لم يكن يقصده من فقء العين، كما نعلم أن سيدنا -موسى عليه السلام- كان قويًّا متينًا، هذا ثبت في القرآن الكريم: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص: ٢٦) وأيضًا في قصة الخلاف بين الإسرائيلي والمصري:

<<  <   >  >>