للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢١٧ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، أَخْبَرَتْهُ؛ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ:

«لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»

فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، قَالَ: وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكَ، وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ، قَالَ: فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ» (١).

- وفي رواية (٢): «عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، فِيمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلى الله عَليه وسَلم، تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، يَعْنِي مَالَ اللهِ، لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ، وَذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَحَقَّهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبو بَكْرٍ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي» (٣).


(١) اللفظ لأحمد (٢٦) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير، به.
(٢) اللفظ للبخاري (٣٧١١ و ٣٧١٢) قال: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: حدثني عروة بن الزبير، به.
(٣) أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>