للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب إِن لربك عليك حقا]

٢٥٥٩ - عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ سَلْمَانُ يَزُورُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، قَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَلَمَّا جَاءَ أَبو الدَّرْدَاءِ، رَحَّبَ بِهِ سَلْمَانُ، وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: اطْعَمْ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا طَعِمْتَ، مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ مَعَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ، قَامَ أَبو الدَّرْدَاءِ فَأَجْلَسَهُ سَلْمَانُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَائْتِ أَهْلَكَ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قَالَ: قُمِ الآنَ، فَقَامَا فَصَلَّيَا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلم، قَامَ إِلَيْهِ أَبو الدَّرْدَاءِ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلْمَانُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ سَلْمَانُ» (١) .

• قال المِزِّي: وهب بن عبد الله، ويقال: وهب بن وَهب، أبو جحيفة السُّوائي، يقال له: وهب الخير، وكان من صغار أصحاب النبي صَلى الله عَليه وسَلم. «تهذيب الكمال» ٣١/ ١٣٢.


(١) أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والبُخاري، والتِّرمِذي، وأبو يَعلَى. واللفظ لأبي يَعلَى (٨٩٦) قال: حدثنا زهير، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>