هناك أحاديث عند عملية التصنيف والترتيب تذهب إلى مواضعها دون عناء أو جُهد، فالحديث من موضوعه تراه يذهب للوضوء، وآخر للصيام، وثالث للجهاد، وفي المقابل هناك أحاديث لابد أن توضع في عدة أبواب من أبواب العلم، مثل حديث:«بُني الإسلام على خمس»، فهذا يوضع في الإيمان والصلاة والزكاة والصيام والحج، وهناك أحاديث يجب أن توضع في كل باب من أبواب العلم والعمل، فهي الأساس الذي يُبنى عليه العمل، ومن هذه الأحاديث حديث:«إنما الأعمال بالنيات»، فقد جمع الأعمالَ كلها.
• قال عبد الرَّحمَن بن مهدي: ينبغي أن يُوضع هذا الحديث في كل باب. «جامع التِّرمِذي»(١٦٤٧).
• وقال محمد بن إسماعيل البُخاري، صاحب «الصحيح»: الأعمال بالنية، والحِسبة، ولكل امرئٍ ما نوى، فدخل فيه الإيمان، والوضوء، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والأحكام. «صحيح البُخاري»(٥٤).
ومن هنا رأينا أن نستفتح كتابنا هذا بهذا الحديث الطيب، وقد سبق أن جعله البُخاري يرحمه الله الحديث الأول في «صحيحه»، فعلى بركة الله.