الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، له الحمد في الأُولى والآخرة، وله الحُكم وإليه تُرجعون، أنعم علينا بنعمة الإسلام فأكمله، وتفضل علينا بهذه النعمة فأتمها، فله الشكر على أن رَضي لنا الإسلام دينًا، ثم تفضل وتَكَرَّم، فأجزل من عطائه وأَنْعَم، فاختار محمدًا صَلى الله عَليه وسَلم من بين خلقه جميعًا، ليكون خاتَمَ النبيين، وآخِرَ من يحمل رسالةً من ربه إلى الناس أجمعين، قال له:{اقْرَأْ} وهو النبي الأُمي، فأنزل عليه الكتاب والحكمة، وعَلَّمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيمًا.
حمل الرسالةَ فبَلَّغَها، وتلقى الأمانة فأَداها، أمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، وأحل لنا الطيبات، وحَرَّم علينا الخبائث، وأوجب الله تعالى طاعته، وحذرنا من مخالفة أمره، أو الاحتكام إلى سواه.
فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، كبيرِهم وصغيرهم، أولهم وآخرهم، وعلى التابعين له صَلى الله عَليه وسَلم بإحسان إلى يومٍ يقوم الناس فيه لرب العالمين.