للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - كتاب الصلاة

بسم الله الرَّحمَن الرحيم

لقد أمر الله سبحانه بالحفاظ على الصلاة، فقال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وقُومُوا لِلَّهِ قَانِتينَ} البقرة: (٢٣٨).

وقال سبحانه: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النساء: (١٠٣).

ولأهميتها وفضيلتها ومكانتها عند الله سبحانه أَمر بها أنبياءه، فكانت في دعاء إبراهيم صَلى الله عَليه وسَلم، إذ قال:

{رَبِّ اجْعَلْني مُقِيمَ الصَّلَاةِ ومِنْ ذُرِّيتي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ} إبراهيم: (٤٠).

وكانت الصلاة سببًا في مجاورة ذرية إبراهيم صَلى الله عَليه وسَلم للبيت الحرام، فقال في دعائه:

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيتي بِوادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ عند بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا ليقيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم: (٣٧).

وكذلك كانت الصلاة من أوائل الأعمال الصالحة التي أثنى الله تعالى بها على نبي الله إسماعيل صَلى الله عَليه وسَلم، فقال:

{واذْكُرْ في الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} مريم: (٥٤ و ٥٥).

وجاء الأمر بإقامتها في نداء الله الأول لنبيه موسى صَلى الله عَليه وسَلم، قال سبحانه:

{إِنَّني أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْني وأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْري * إِنَّ السَّاعَةَ آتيةٌ أَكَادُ أُخْفيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عنهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا واتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدَى} طه: (١٤: ١٦).

وجاءت وصية الله بالصلاة في أول كلمات المسيح عيسى صَلى الله عَليه وسَلم في هذه الدنيا؛

{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} مريم: (٣١ و ٣٢).

بل كانت الصلاة دائمًا هي العمل الأول الذي يحرص على أدائه كلُّ مَن مكنه الله في الأرض، فقال سبحانه:

{الذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ وأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ ونَهَوا عن المُنْكَرِ ولِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} الحج: (٤١).

فالصلاة هي تاج أعمال المؤمنين، ولا يكون العبد مؤمنًا حقا إلا بإقامتها.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>