للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبواب صلاة الليل والوتر

إن من نعم الله التي لا تحصى على عباده المؤمنين أن فتح لهم أبواب الخير والفضل في صلاة الليل، فبين فضلها، وحَثَّهم عليها، ورغبهم فيها، كل ذلك ورد في الكتاب والحكمة، في آيات من الكتاب العزيز، وكلمات في حديث النبي صَلى الله عَليه وسَلم وفِعله.

فقد جعل الله تعالى صلاة الليل، أو التهجد، من أسباب الرفعة وقُرة العين في الآخرة؛ فقال لنبيه صَلى الله عَليه وسَلم:

{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} الإسراء: (٧٨ و ٧٩).

وأصحاب صلاة الليل هم الذين ادخر الله لهم ما لا يصل إليه عِلمٌ من قُرة عَين في الآخرة؛ فقال سبحانه:

{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة: (١٥:١٧).

كما جعل الله تعالى صلاة الليل تطهيرًا للمسلم من ذنوبه، فقال سبحانه:

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} هود: (١١٤ و ١١٥).

ولا تستوي مكانة القائمين بصلاة الليل مع غيرهم عند الله سبحانه، فقد قال:

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} الزمر: (٩).

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>