حين قال رحمه الله: ومن السنة أن يقول في آخر وتره (قبل السلام أو بعده): (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). انتهى
والقول الثالث هو أن هذا الدعاء يقال إذا أراد أن ينام بعد الوتر ودليلهم: أنه في رواية أخرى كان يصلي الوتر ثم يضطجع فيقول: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ... )) الحديث.
فعند أصحاب القول الثالث أن الروايات الأخرى محمولة على هذا الوارد.
والأمر في ذلك واسع خاصة إذا علمنا مشروعية الزيادة في دعاء القنوت على الوارد المذكور- كما سيأتي ذكره- فمن باب أولى قبول هذا المختلف فيه.
[الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر القنوت]
يسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من دعاء القنوت
لأنه ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في آخر قنوت الوتر, ومن ذلك:
١ - أثر أُبي بن كعب كما في حديث عبد الرحمن بن عبدٍ القاري قال:((وكان يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك، إله الحق. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير، ثم يستغفر للمؤمنين. قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنه الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته: اللهم ...... )) رواه ابن خزيمة وقال الالباني: اسناده صحيح
٢ - أثر: معاذ الأنصاري رضي الله عنه ((أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت)) رواه إسماعيل بن اسحاق القاضي في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) وقال الالباني (إسناده موقوف صحيح).
وقال الشيخ بكر ابو زيد (ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في آخر قنوت الوتر منهم: أبي ابن كعب , ومعاذ الأنصاري). انتهى.