للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خواطر في العيد]

أطل علينا يوم العيد ونحن داخل السجن، فانتظمت ... لي هذه الخواطر في القصيدة التالية:

عيد "الجزائر" هل أراك قريبا ... فأذوق فيك من السرور نصيبا؟

قد طال من زمن إليك تشوقي ... وسئمت حزنا في الضلوع مذيبا!

هل تجتلي عيني سناك فيشتفى ... قلب يشب به الغرام لهيبا؟

هل يشتفى البلد الحبيب فطالما ... ذاق البلاء وكابد التعذيبا!

هل ينجلي ليل الخطوب بأفقه ... فكفاه أن يقضي الحياة حربيا!

هل يستعيد هناءه وصفاءه ... ويرى زمانا كالربيع خصيبا!

ويعود كل مهاجر لبلاده ... ويرى حبيب في ثراه حبيبا!

شعب "الجزائر" هل أرى لك دولة ... قد ألبست ثوب الفخار قشيبا؟

أأرى "الجزائر" روضة فينانة ... ورأى بها غصن الحياة رطيبا؟

والزهر في أدواحها متبسما ... والطير في أفنانهن خطيبا!؟

كثرت مآتمنا فأفعم جونا! ... حزنا وأرجاء البلاد نحيبا!

وغدت بلاد الحسن كالروض الذي ... أضحى جديبا من حلاه سليبا!

أو مثل حسناء جفاها إلفها ... فبدا محياها الجميل كئيبا!

كلا فسوف تعود بهجة حسنها ... ويزيدها كسب المفاخر طيبا!

وتعود بعد كفاحها أمجادها ... ويقام عيد الانتصار قريبا!

وأعود أكلف ما أكون بحسنها ... وأصوغ أشعاري بها تشبيبا

فابن "الجزائر" في الحوادث لم يكن ... إلا قويا- كالقضاء- صليبا!

<<  <  ج: ص:  >  >>