للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات ابن باديس!

نظمت هذه القصيدة يوم مات الفقيد العظيم بالذات في ١٦ أفريل سنة ١٩٤٠، في أول عهدي بالشعر وهي أول ما نظمت من شعر الرثاء، ولذلك آثرت أن أتركها نظمتها أول مرة لم أدخل عليها أي تعديل:

مات ابن ياديس حادى أمة العرب ... إلى المعالي وحامي دولة الأدب

مات ابن باديس يا للمسلمين فكم ... عرا الجزائر من هول ومن شغب

مات ابن باديس يا للمسلمين فكم ... دهى الجزائر في ابن صالح وأب

مات ان باديس سيف العرب وأحربا ... من للعروبة بعد السيف بالغلب؟

مات ابن باديس لم تفلل عزيمته ... من النضال ولم يسأم من الدأب

ولم يمد لغير الله منه يدا! ... ولم يخف بطش جبار ولم يهب

"جمعية العلماء" اليوم والهة! ... لم تستطع جلدا من شدة الوصب

قد ودعت خير آس في نوئبها ... وشيعت خير فاد ساعة الكرب

والجامع الأخضر اهتزت جوانبه ... مما عراه من الأرزاء والنوب

فكل موضع شبر منه مضطرم ... وكل طالب علم جد منتخب!!

لله نعشك إذ حف الجلال به ... والخلق تغمره في موكب لجب

سبعون ألفا على الأعناق تحمله ... جميعم بين محزون ومكتئب

وكلهم لابن ياديس تلاميذة ... يفدونه كلهم بالروح والنشب

<<  <  ج: ص:  >  >>