للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعري!

ألقيت بالذكرى الألفية للمعري "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة" ونشرت بالعدد ٨ من البصائر في ٣ ذي القعدة عام ١٣٦٧ للهجرة.

عاش في دنياه محروما حريبا ... وقضى أيامه فيها غريبا

ملهم أجدب فيها وله ... نبع شعر يخصب المرعى الجديبا

عبر الشاطئ فيها ناصبا! ... لم يدق من راحة فيها نصيبا

رفض الدنيا ولم يعبأ بها ... فمضى منها كما جاء سليبا

لم يرد مالا ولا نسلا ولم ... يتخذ زوجا ولم يعلق حبيبا

ضاق بالكون فلم تسكن به ... نفسه واشتاق أن يلقى شعوبا

يا لها نفسا ترى الكون لها ... ضيقا والقبر تلفيه رحيبا!

أي نفس تلكم النفس التي ... كبحت أهواءها كبحا عجيبا

أي نفس تلكم النفس التي ... تجد الراحة أن تلقي شعوبا

تلكم نفس المعري من غدا ... بيننا اليوم بذكراه قريبا

تلك نفس الشاعر الفذ الذي ... خلد الدهر له شعرا حلوبا

كان ذا قلب كبير ثائر! ... في إهاب كاد أن يمحى شحوبا

كان كالبركان لا يلفظ من ... فمه إلا زفيرا ولهيبا!

أبصر الدنيا ظلاما قاتما ... ورآى للظلم سلطانا رهيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>