للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإنسان بين تيارات الشقاء]

فوق هذى البسيطة الغبراء ... منتهى البؤس للورى والشقاء

كم أديب بها شقي وإن كان ... بآدابه من السعداء

ومريض يئن من وهج السقم، ... ولا راحم من الرحماء!

وجياع معذبين يذوقون ... من الجوع شدة البأساء

وضعيف حقوقه غصبتها ... قوة سلطت على الضعفاء!

ومصاب في دينه وهو أشقى ... من عرفنا في الناس من أشقياء

يقطع الليل بالأسى ويناجي ... ربه في تضرع وبكاء!

قد صبرنا فيما قضيت ولكن ... ليس في الدين عندنا من عزاء

ونفوس الأحرار مهما أصيبت ... ببلاء لم تكترث بالبلاء

وإذا مس دينها ثار فيها ... شمم لا يلين للأرزاء

يكره الناس أن يموتوا وهل في ... الموت إلا سعادة الأشقياء

وبقدر الشقاء في هذه الدنيا ... يكون الهناء بعد الفناء

وهل الموت غير راحة نفس ... لقيت في الحياة كل عناء؟

"ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء"

"إنما الميت من يعيش كئيبا ... كاسفا باله قليل الرجاء"


نشرت بجريدة الصراط.

<<  <  ج: ص:  >  >>