للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثورة الطبيعة، أو الخريف يودع]

حال لون الرياض بعد ازدهار ... وتمشي الذبول في الأزهار

وبدت وحشة الخمائل لما، ... فارقتها سواجع الأطيار

وتعرى وجه البسيطة مما ... كان يكسوه من حلى النوار

وعرا صفحة السماء عبوس! ... فهي ترمي من غيظها بشرار

وتفشي الشحوب في ورق الغصن ... وجفت نضارة الأشجار

تلكم ثورة الطبيعة قد ... ذادت عن الكائنات كل قرار

إنها الثورة التي تنذر الكون ... بأن الخريف في إدبار!

إنها طلعة "الشتاء" وما اسمج ... مرآه الشتاء في الأنظار

إن مرآه كالشجى في حلوق الناس ... أو كالقذى على الأشفار

يا زمانا مضى سريعا وولى ... بأماني للنفوس كبار!

فيك أنس الأديب إن ضاق ... بالناس وسلوانه من الأكدار!

فيك للشاعر الذي ينشد الحسن ... مثال من ورقة الأشعار!

فيك للموجع الحزين جلاء ... النفس مما تشكوه من أضرار!

فسلام حتى تعود إلينا، ... بعد عام فنحن في الانتظار

نشرت في البصائر

<<  <  ج: ص:  >  >>