وبما أن هذه تحية يجب أن تقابل بأحسن منها أو ترد كما قال الله عز وجل:{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فقد بت ليلتي تلك أراود قريحتي علها تسعفني بما يريح عن كاهلي هذا الدين ويؤدي عني هذه التحية فما كاد الصبح يتنفس حتى كانت القصيدة تتنفس معه نفس الحياة وعاد إلي الأخ عيسى فأمليت عليه القصيدة من ذاكرتي لأن الكتابة متعذرة علي بسبب المرض فكتبها وبعث بها إلى الجريدة. وهذا هو نصها:
إلى أخي الكريم الأستاد "عبد الكريم": ردا على قصيدته الأخوية الرائعة.
أخا الحب والذكريات الغرر ... وخدن القوافي وحلف السمر
وحقك لم أنس عهدا مضى ... جميلا سريعا كلمح البصر!
قطفنا به من ثمار المنى ... أفانين من يانعات الثمر
يرف خلال عهود الصبا ... رفيف الفراشة حول الزهر
وما زلت رغم تنائي الديار ... ذاك الصديق الوفي الأبر
مواثيقنا غضة ما تزال ... وعقد الهوى بيننا ما انتثر