للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ابنتاي]

من مناغاة الطفولة

تبوأتما مهجتي يا ابنتيا! ... ولازم طيفاكما مقلتيا

أرى البيت روضا بشخصيكما ... وإن غبتما كان سجنا عليا

وأسمع صوت الحياة الرخيم ... إذا مس صوتاكما مسمعيا

وأبصر شمسي جمال متى! ... يقابل وجهاكما ناظريا

متى عدت للبيت أقبلتما ... قطاتين خفاقتين إليا

تقبل إحداكما وجنتي ... وتلثم أخراكما شفتيا

وكلتاكما تتشبث بي! ... وتثني على عنقها ساعديا

أماشيكما كصديقين لي! ... وهل أنتما غير ذاك لديا

وأدخل للبيت في نشوة ... عظيم السرور بما في يديا

هنالك تسكن نفساكما! ... بقربي وتسكن نفسي مليا

وأنسى متاعب يومي فلا ... أحس بها بعد ذلك شيا

ويعقد ما بيننا مجلس! ... يعد مثالا من الود حيا

فما فيه من أثر للنفاق ... يشوه وجه الوداد الوضيا

وما فيه ذو هيبة في الخطاب ... ولا ثم تلفى لسانا عييا!

إذا فاه أصغرنا خلته! ... "وأن لم يبن " شاعرا عبقريا!

فما كالطفولة من بلسم ... لقلب غدا بالحياة شقيا!

ابنتي متعتما بالحياة! ولا زلتما إن دجت نجمتيا


نشرت بعدد ٢١٤ من البصائر في ٧ جمادي الأولى ١٣٧٢ للهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>