للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هيهات لو كان في ورد المنون فدى ... فداه سبع ملايين١ من العطب!

من "للجزائر" وارباه، إن بحثت! ... عن قائد كابن باديس فلم تصب

أو اشنكت من أذى باغ ومضطهد ... لذائد غير هياب فلم تجب

من للشهاب وقد أودى محرره ... بكاتب لا يشوب الجد باللعب؟

من "للبصائر" بعد اليوم يبرزها! ... يراعه الحر في أثوابها القشب؟

قد كان في كل أسبوع يصدرها ... بنفحة منه في أسلوبه العجب

ومن لتفسير آي الله يرسلها ... على رؤوس خصوم الحق كالشهب؟

ومن لآمال أبناء تملكهم ... من بعده اليأس من إدراك مطلب؟

كان ابن باديس يغذوهم معارفه ... فودعوا مذ تولى فيه خير أب

كان ابن باديس خصم الجهل ما فتئت ... يمناه تصرعه في كل مضطرب

كان ابن باديس عف النفس مقتنعا ... من دهره بحياة العلم والأدب

كان ابن باديس رحب الصدر مبتسما ... يلقى الخطوب بقلب غير مضطرب

كان ابن باديس للإسلام سابغة ... ترد عنه سهام الطعن والريب

كان ابن باديس لا ينفك ذا كلف ... بالصالحات وللعلياء ذا طلب

كان ابن باديس في أوصافه رجلا ... لكنه كان في أخلاقه كنبي

فاليوم يبكي بنو الإسلام قاطبة ... على ابن باديس من عجم ومن عرب

فأي طرف عليه غير منسفك؟ ... وأي قلب عليه غير ملتهب؟

لم يبق طعم لعيش بعد مصرعه ... إن الحياة بلا باديس لم تطب


١ - كان سكان الجزائر إذ ذاك يقدرون بهذا العدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>