في كونك المعطار كون منصت ... فانشر صداك بروضك المعطار
واقصر مداك فذو السهام وإن غفا ... مترصدا ابدا لذى المنقار
لا تلحني في الصمت اني أرتئي ... أن الضمير أحق بالإضمار
أما الحمى فهواه بين جوانحي ... يرغى ويزبد زاخر التيار
متدفقا كالموج لكن صنته ... عن شاطئ الحمات والأكدار
إن الذي هو مضغة لحمية ... خلق يفوق البحر في الأغوار
علق السماء وهام في عليائها ... متنقلا كالكوكب السيار
القلب بيت الله فهو منزه ... عن ان تطيف به يد (استعمار)
ولرب مغض بات في إغضائه ... يقضان يرعى النجم في الأسحار
ويسامر الدنيا فما يدري امرؤ ... ما دار بينهما من الأسمار
ويح ابن ادم من عواقب بغيه ... وولوعه بالعيث والإضرار
ووثوقه بالنفس وهي كحية ... رقطاء فيه خفية الأجحار
ورضاه في الأعمال عن حسناته ... ولعل أكثرها من الأوزار
وتراه يلهج بالعزائم وهو في ... أيدي الضروف يدار (كالبركار)
ويح العباد من العباد فجلهم ... في نفرة أبدا وفي استنفار
مثل الوحوش وما تسلحهم سوى ... بدع من الأنياب والأضفار
من أفدح الأشرار أن يقضى على ... حرم الإلاه بغارة الأشرار