إنا لزمنا العوم فيك دوما ... وأي نفس لا تحب العوما
لا نستطيع الصبر عنك يوما ... ولا نلذ راحة أو نوما!
إذا لم نجد خلا سواك يصفو
وكنت يوما راكبا "الترام"، الذي يمر على شاطئ البحر وكان معي صديقي السيد العمري الذي أعجبه منظر البحر فقال لي:"ألا ترى البحر كيف يبتسم اليوم؟ وكنا قد تلقينا اذ ذاك خبر موت مرشد الكشافة الاسلامية الجزائرية السيد "محمد بوردس" الذي أعدمته السلطة الفرنسية في صباح ذلك اليوم فقلت على الفور:
البحر أبدى ابتساما ... لنا وزاد ابتهاجا!
ولو درى البحر شيئا ... مما درينا لهاجا!
ويذكرني هذا اليوم بيوم آخر أشد وقعا على النفس وهو أول يوم من الربيع أشرقت شمسه على الجزائر والسجون والمعتقلات ملأى بالوطنيين ومن مراكز التعذيب يسمع أناين المعذبين وفي كل بيت ثكل وفي كل عين دمع وفي كل قلب ألم واذا بي أقول هذا البيت كأنني أقرؤه في صحيفة:
أتضحك يا ربيع بملء فيكا ... ولم أر مقلة لم تبك فيكا؟