للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والراقصات الهابطات، عدا عن التمايل والتقصع في الكلام بما يثير الشهوات ويهيج النفوس، فما أعظمها من فتنة وما أشدها من بلية.

والأدهى من ذلك أن أهل الغناء صاروا هم صانعوا الأمجاد لهذه الأمة، وتكتب الصحف اليومية عن أخبار هؤلاء، وتتسابق الفضائيات لاستضافتهم، ويحضر لقاءاتهم الملايين من الناس.

حتى صاروا هم القدوة والأسوة الذين يحتذى بأفعالهم، ويسمع لأقوالهم، وتعلق صورهم في البيوت، بل وعلى الملابس، والبعض يضعه في محفظته الشخصية، حتى ينظر إليها كل ساعة، ويديم النظر لعله أن يصبح مثله.

وقد يدفع البعض المبالغ الطائلة لرؤية هؤلاء، وطلب توقيعهم، وشراء الأشرطة الخاصة بهم.

فيا لهم من رجال يريدون بناء مجد لأمتهم وهم معجبون بهؤلاء الفساق من الناس، الذين يدمرون أخلاق الشباب.

وحدث عن الأموال التي تنفق في سبيل الشيطان عندما يقوم الناس بإحضار هذه الفرق الموسيقية.

فبعض هذه الفرق تصل تكاليفها إلى ما يقارب ثلاثة آلاف دينار أردني وأكثر.

ألم يجد هؤلاء من الفقراء من يعطوه شيئا من هذا المال؟

ولم يجدوا من المساجد ما ينفقونها عليها، أو حتى على أنفسهم وأهليهم بالحلال، ولكن كما قال سبحانه: «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج: ٤٦)».

وأخشى عليهم أن يكونوا من: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (الكهف: ١٠٤)».

لأن هذا الغناء الفاحش يكون من أولى أولوياتهم، وكذا أولويات

<<  <   >  >>