للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أضف إلى ذلك أنه يطعم الناس المدعوين للعرس جميعا، صغيرهم وكبيرهم (١)، وهذا قد يكون فيه من المشقة ما فيه أيضا.

فالحل في ذلك لمن كان لا يقدر على ذلك: أن يطعم ما استطاع من أهله والفقراء أو حتى الأغنياء من الأتقياء، سواء قبل العرس أو بعده.

وقد تكلم الشيخ الألباني (٢) أن السنة في الوليمة أن تكون بعد العرس، وساق حديث أنس، قال: "بَنَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ فَأَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا إِلَى الطَّعَامِ" رواه البخاري: ٤٧٧٢.

وبهذا يكون قد حلت عقدة: إلزام الإطعام بما قبل العرس، أو في يومه، والعدد الذي يحضر الوليمة دون الحديث عن إقصاء هذه السنة، أو حتى الخوض في ذلك.

وإن كنا نتحدث عن ترتيب لهذه السنة لتثبيتها، إلا أن الواقع يشهد أن في هذه الولائم بعض المنكرات، منها:

١ - الإسراف الزائد في الولائم: ولا نقصد بالإسراف الزائد إطعام


(١) عادة الناس اليوم إن كان العرس في قرية أطعم أهل القرية جميعا، أو أكثرهم، وإن كان في المدينة كان عنده العدد الذي لا يستهان به من المدعوين.=
= مما قد يكلف أكثر من طبخ عجلين، وقد حدثنا عن بعض الأعراس أنهم طبخوا: ١١٠ رؤوس من الغنم، ويحدث من أمثال هذا الكثير في أفراح البدو.
(٢) آداب الزفاف: ص٧٣.

<<  <   >  >>