للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية، كما أن النسخ وقع بها لجميع الشرائع السابقة (١).

وبهذه الأدلة العقلية والنقلية السمعية - التي دلت على جواز النسخ عقلاً ووقوعه (٢) نقلاً وسمعاً - سقطت أقوال منكري النسخ وأقوال من أنكر عموم رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣)، وللَّه الحمد والمنة.

[المسلك الثاني: الأدلة القطعية على وقوع التحريف والتبديل في التوراة]

من حكمة القول في دعوة اليهود إلى اللَّه - عز وجل - أن يبيَّن لهم بالجدال بالتي هي أحسن أن الكتب التي بأيديهم قد دخلها التحريف والتبديل والتغيير (٤).

واليهود والنصارى يُقرّون أن التوراة كانت طول مملكة بني إسرائيل عند الكاهن الأكبر الهاروني وحده، وتقرّ اليهود أن سبعين


(١) تفسير البغوي، ٣/ ٢٢، ٨٤، ١/ ٣٢٦، وابن كثير، ١/ ١٥١، ٣٨٢، ٥٨٥، ٢/ ١٨٦، ٥٢٠، ٥٨٧، والشوكاني، ١/ ٣٦١، وإغاثة اللهفان لابن القيم، ٢/ ٣٢١ - ٣٢٨، والسعدي، ١/ ٤٠١، ٤/ ١١٦، ٢٤١، ومناهل العرفان، ٢/ ٨٩.
(٢) وهناك شبهات لمنكرين النسخ قد تضمن الرد عليها الأدلة السابقة، وانظر أيضاً الرد عليها في الفصل لابن حزم، ١/ ١٨١ - ٢٠٠، والداعي إلى الإسلام للأنباري، ص٣١٧ - ٣٤٠، ومناهل العرفان، ٢/ ٩٣ - ١٠٤.
(٣) وستأتي الأدلة القطعية على إثبات رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وشمولها - إن شاء الله تعالى -.
(٤) لاشك أنه يجب على كل مسلم الإيمان بكل كتاب أنزله الله، وبكل نبي أرسله، وهذا هو أصل دين المسلمين، فمن كفر بنبي واحد أو كتاب واحد فهو كافر حلال الدم عند المسلمين. انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية، ١/ ٣٣، ولكن الكلام الآن هو في بيان وقوع التحريف والتبديل في التوراة.

<<  <   >  >>