للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعت، أي: يدعون على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كان المسلمون يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - راعنا، من المراعاة، والمعنى فَرِّغ سمعك لكل منا، فلما سمع اليهود هذه اللفظة اغتنموا الفرصة في التحريف، لأن معناها عندهم السبّ والطعن بمعنى: يا أحمق (١)، ولكن اللَّه - عز وجل - كشف سترهم، فقال: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (٢).

ونهى اللَّه المؤمنين عن صفات اليهود فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).

[النوع الخامس: تحريف الكلام عن مواضعه:]

أثبت اللَّه - عز وجل - على أهل الكتاب هذا النوع من التحريف، فقال - عز وجل -: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ... } (٤)، {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن


(١) انظر: تفسير البغوي،١/ ١٠٢، ٤٣٨، وابن كثير، ١/ ١٤٩، ٥٠٨، وفتح القدير للشوكاني، ١/ ١٢٤، ٤٧٤.
(٢) سورة النساء، الآية: ٤٦.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٠٤.
(٤) سورة النساء، الآية: ٤٦.

<<  <   >  >>