للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} (١).

فأنكر سبحانه على أهل الكتاب المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم: التوراة والإنجيل، وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة اللَّه فيما أمرهم به فيهما من اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - تولوا وهم معرضون عنهما، وهذا في غاية ما يكون من ذمهم (٢).

النوع الرابع: ليُّ اللسان:

من أنواع تحريف اليهود للتوراة: ليُّ اللسان، فهم يلوون ألسنتهم ويعطفونها بالتحريف، ليلبسوا على السامع اللفظ المنزل بغيره، ويفلتون ألسنتهم حين يقرءون كلام اللَّه – تعالى – لإمالته عما أنزله اللَّه عليه إلى اللفظ الذي يريدونه (٣)، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٤).

ومن التحريف بليِّ اللسان ما كان يفعله اليهود مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بقولهم: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} ويقصدون معنى: اسمع لا


(١) سورة آل عمران، الآية: ٢٣.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير، ١/ ٣٥٦، وأضواء البيان للشنقيطي، ٢/ ٥٧.
(٣) انظر: تفسير البغوي، ١/ ٣٢٠، وابن كثير، ١/ ٣٧٧، وهداية الحيارى، ص٥٢٤، وفتح القدير للشوكاني، ١/ ٣٥٤.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٧٨.

<<  <   >  >>