للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس باطل.

سادساً: العلم صفة، والصفة لا تَخلُق ولا تَرزُقُ، والمسيح نفسه ليس هو صفة قائمة بغيرها باتفاق العقلاء، وأيضاً هو عند المثلثة خالق للسماوات والأرض، فامتنع أن يكون المتحد به صفة، فإن الإله المعبود هو الإله الحي العليم القدير، وليس هو نفس الحياة ولا نفس العلم والكلام، فلو قال قائل: يا حياة اللَّه، أو يا علم اللَّه، أو يا كلام اللَّه اغفر لي وارحمني ... كان هذا باطلاً في صريح العقل، ولهذا لم يُجَوِّزْ أحد من أهل الأديان السماوية أن يقال للتوراة أو الإنجيل وغير ذلك من كلام اللَّه: اغفر لي وارحمني، وإنما يقال للإله المتكلم بهذا الكلام - وهو اللَّه وحده -: اغفر لي وارحمني.

والمسيح عند المثلِّثة هو الإله الخالق الذي يقال له: اغفر لنا وارحمنا، فلو كان هو نفس علم اللَّه وكلامه لم يجز أن يكون إلهاً معبوداً، فكيف إذا لم يكن هو نفس علم اللَّه وكلامه، بل هو مخلوق بكلامه حيث قال: (كن)، فكان، فتبين بذلك أن كلمات اللَّه كثيرة لا نهاية لها، ومعلوم أن المسيح ليس هو كلمات كثيرة، بل غايته أن يكون كلمة واحدة، إذ هو المخلوق بكلمة من كلمات اللَّه - عز وجل - (١).

سابعاً: مما لا يَشكُّ في صحته عاقل: أن عقيدة التثليث باطلة مردودة بصريح النقل وصحيح العقل، ومن المعلوم عند سائر أهل


(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ٢/ ١١٢ - ١١٦، بتصرف.

<<  <   >  >>