ثانياً: قولكم: الأبُ الذي هو ابتداء الاثنين، والابن النطق الذي هو مولود منه كولادة النطق من العقل: كلام باطل؛ لأن صفات الكمال لازمة لذات اللَّه - تعالى - أولاً وآخراً، فهو لم يزل ولا يزال حيّاً، عالماً، قادراً، فلم يَصِرْ حيّاً بعد أن لم يكن حيّاً، ولا عالماً بعد أن لم يكن عالماً!!
ثالثاً: قولكم في النطق: إنه الابن، وإنه مولود من اللَّه - تعالى -: إن أردتم به أنه صفة لازمة له، فكذلك الحياة صفة لازمة له، فيكون روح القدس أيضاً ابناً ثانياً، وإن أردتم أنه حصل منه بعد أن لم يكن لزم أن يكون عالماً بعد أن لم يكن، وهذا مع كونه باطلاً وكفراً فيلزم مثله في الحياة، وأنه صار حيّاً بعد أن لم يكن حيّاً، تعالى اللَّه وتقدس عن ذلك!!
رابعاً: إن تسمية حياة اللَّه: روح القدس، لم ينطق به شيء من كتب اللَّه المنزلة، فإطلاق روح القدس على حياة اللَّه من التبديل والتحريف للكلم عن مواضعه.
خامساً: إنكم تدعون أن المتجسد بالمسيح هو الكلمة، الذي هو العلم، وهذا إن أردتم به نفس الذات العالمة الناطقة كان المسيح هو الأب، وهو الابن، وهو روح القدس، وهذا عندكم وعند جميع
(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ٢/ ١١٣.