للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قالوا: إنما قُتِلَ الهيكل دون الروح، قيل لهم: قد بطل الاتحاد الذي ادعيتموه، فكان يجب أن يمنع الروح واللاهوت عن القتل وإتلاف الهيكل والناسوت، فدل ذلك على أنه كان عبداً للَّه ورسولاً له، لا ابناً له (١).

[٢ - أخبار القتل والصلب مصدرها اليهود:]

من المعلوم يقيناً أن أخبار المسيح والصلب والقتل إنما تلقاها النصارى عن اليهود، وقد ثبت أنه لم يحضر أحد منهم، وإنما قال اليهود: قتلناه وصلبناه، وهم أعظم أعدائه الذين رموه وأمه بالعظائم، وأجمعت اليهود على أن عيسى - صلى الله عليه وسلم - لم يدَّع شيئاً من الإلهية التي نسبها إليه النصارى، فحينئذ يقال للنصارى: إن صدقتم اليهود في القتل والصلب فصدقوهم في أنه ليس بإله، بل هو عبد مخلوق! (٢).

ومن العجيب أن النصارى يُعظِّمون الصليب، وكان من مقتضى العقول أن يحرِّقوا كل صليب وجدوه، لأنه قد صُلِبَ عليه إلههم ومعبودهم بزعمهم .. فبأي وجه بعد هذا يستحق الصليب التعظيم (٣).


(١) انظر: الداعي إلى الإسلام للأنباري، ص٣٧٨، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ٢/ ٢٧٩ - ٢٩٤.
(٢) انظر: هداية الحيارى، ص٦٣٧ - ٦٣٩، والجواب الصحيح، ٢/ ٢٨٣.
(٣) انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم، ٢/ ٨٥، وهداية الحيارى، ص٤٩٥، والفصل لابن حزم، ١/ ١٢٣ - ١٢٨.

<<  <   >  >>