للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (١).

ولكن معجزة القرآن الكريم تتميز عن سائر المعجزات؛ لأنه حجة مستمرة، باقية على مرّ العصور، والبراهين التي كانت للأنبياء انقرض زمانها في حياتهم ولم يبق منها إلا الخبر عنها، أما القرآن فلا يزال حجة قائمة كأنما يسمعها السامع من فم رسول اللَّه، ولاستمرار هذه الحجة البالغة قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يومَ القيامة)) (٢).

والقرآن الكريم آية بيّنة، معجزة من وجوه متعددة، من جهة اللفظ، ومن جهة النظم، والبلاغة في دلالة اللفظ على المعنى، ومن جهة معانيه التي أمر بها، ومعانيه التي أخبر بها عن اللَّه - تعالى - وأسمائه وصفاته وملائكته، وغير ذلك من الوجوه الكثيرة التي ذكر كل عالمٍ ما فتح اللَّه عليه به منها (٣)، وسأقتصر على أربعة وجوه من باب المثال لا الحصر بإيجاز كالآتي:

[الوجه الأول: الإعجاز البياني والبلاغي:]

من الإعجاز القرآني ما اشتمل عليه من البلاغة والبيان،


(١) سورة فصلت، الآية: ٤٢.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ٦/ ٦٩، وتقدم تخريج الحديث.
(٣) انظر: الجواب الصحيح، ٤/ ٧٤، ٧٥، وأعلام النبوة للماوردي، ص٥٣ - ٧٠، والبداية والنهاية، ٦/ ٥٤، ٦٥، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، ٢/ ٩٠ - ١٢٤، ومناهل العرفان للزرقاني، ٢/ ٢٢٧ - ٣٠٨.

<<  <   >  >>