للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نبيّاً، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال عمر: أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم. قلت: أو على بعضهم. فخرج عمر وزيد إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وآمن به، وصدّقه، وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مُقبلاً غير مدبر (١)، رضي اللَّه عنه ورحمه.

[٣ - من أسلم عند الموت]

أتى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يُعزِّي بها نفسه على ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي))؟ فقال برأسه هكذا، أي: لا. فقال ابنه: إي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه. فقال: ((أقيموا اليهودي عن أخيكم))، ثم وليَ كفنه، وحنطهُ، وصلى عليه - صلى الله عليه وسلم - (٢).

هذه ثلاثة أمثلة لاعترافات أحبار اليهود بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - حقّاً،


(١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني، وقال: "رجاله ثقات"، ٨/ ٢٤٠، وتقدم تخريجه كاملاً مطولاً في مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - الفردية، والقصة هنا مختصرة، فارجع إليها في المجمع، ٨/ ٢٣٩، ٢٤٠.
(٢) أحمد في المسند، ٥/ ٤١١، وقال ابن كثير: هذا حديث جيد قوي، له شواهد في الصحيح عن أنس - رضي الله عنه -، انظر: تفسير ابن كثير، ٢/ ٢٥٢، ومجمع الزوائد، ٨/ ٢٣٤.

<<  <   >  >>