للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجمع تم لهم التثليث، وقالوا: بأن الأب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم، وفرض ملوك النصارى هذه العقيدة على الناس.

ثم عُقِدَ مجمع سنة ٤٣١م، وحضره نحو مائتي أسقف (٢٠٠) وقرروا أن مريم ولدت إلهاً .. !

واستمرت المجامع تُعقد بعد ذلك، وأشهرها المجامع العشرة التي عُقِدَت على مر العصور، وكلهم يُكفِّر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، فدينهم الذي ابتدعوا قائم على اللعنة (١).

فثبت بهذا الاستعراض أن دين المسيح - صلى الله عليه وسلم - هو التوحيد إلى نهاية القرن الثالث الميلادي، وأن المجامع النصرانية هي التي فرضت عقيدة التثليث، وألزم الملوك الناس بذلك بالسيف والعطاء (٢).

فعُلِمَ قطعاً بأن عقيدة التثليث عقيدة وثنية مصدرها المجامع النصرانية، بدءاً بمجمع نقية سنة ٣٢٥م، وهذا من أعظم ما يُردُّ به على النصارى، ولكن بالقول الحكيم، وبالرفق واللين، والجدال بالتي هي أحسن.


(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ١/ ١١٥، ٢/ ٩٠ - ١٣٥، ٣/ ٢٢ - ٤٥، وإغاثة اللهفان، ٢/ ٢٧٠ - ٢٨١، وهداية الحيارى، ص٦٤٦ - ٦٥٨، والبداية والنهاية لابن كثير، ٢/ ١٥٠، ١٥١، والمناظرة بين الإسلام والنصرانية، ص٢٠٢ - ٢١٦.
(٢) انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، ٢/ ٢٢٨.

<<  <   >  >>