للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال للروم بعد ذلك: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت مُلككم فتبايعوا هذا النبي؟ (١) ولكن رغب في ملكه وضنَّ به، فلم يسلم!

وهذا مما يبيّن أن عدول أهل الكتاب ومنصفيهم قد شهدوا لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأنه رسول اللَّه حقّاً، فلا يقدح قدح المكذبين بعد ذلك (٢).

وقد أسلم الجمُّ الغفير من علماء النصارى وشهدوا بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسولُ اللَّه إلى الناس أجمعين، {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (٣).

فحريٌّ بجميع النصارى أن يسيروا على طريق علمائهم المنصفين، ويسلموا للَّه رب العالمين.

فينبغي للداعية إلى اللَّه أن لا يُغفل هذا المسلك في دعوته للنصارى إلى اللَّه تعالى (٤).


(١) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ١/ ٣٣، (رقم ٧).
(٢) انظر: هداية الحيارى لابن القيم، ص٥٢٥.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٨٢.
(٤) ممن سلك هذا المسلك من العلماء المعاصرين: فضيلة الشيخ/ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله وحفظه -، فهو يستشهد على النصارى بشهادة علمائهم، فأسلم على يديه الجم الغفير – فجزاه الله خيراً -.

<<  <   >  >>