للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شرٌّ وداءٌ إلا سببه الذنوب والمعاصي؟ (١).

٢ - حرمان العلم؛ فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تُطفئ ذلك النور، وتُعمي بصيرة القلب، وتسدُّ طرق العلم، وتحجب موارد الهداية، قال الله - عز وجل -: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (٢)، ولما جلس الشافعي بين يدي مالك، وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقّد ذكائه، وكمال فهمه، فقال: ((إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بظلمة المعصية)) (٣)، وقال الشافعي رحمه الله:

شكوتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نورٌ ... ونورُ الله لا يُهدَى لعاصي (٤)

٣ - الوحشة في القلب بأنواعها: وحشة بين العاصي وبين ربه، وبينه وبين نفسه، وبينه وبين الخلق، وكلّما كثرت الذنوب اشتدّت الوحشة، والوحشة التي بين العاصي وبين ربه لا توازنها، ولا تقارنها لذة أصلاً، ولو اجتمعت له لذّات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة، ولو لم تُترك الذنوب إلا حذراً من الوقوع في تلك الوحشة لكان العاقل حريّاً بتركها.


(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص٨٤.
(٢) سورة الحج، الآية: ٤٦.
(٣) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص١٠٤، ١٤٨، ١٧٣، ٢١٢.
(٤) ديوان الشافعي، ص٨٨، وانظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص١٠٤.

<<  <   >  >>