للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسجن قلبه في محبته (١).

[النوع الثاني: آثار المعاصي على الدين:]

٢٠ [١] تزرع المعاصي أمثالها، ويولد بعضها بعضاً، حتى يصعب على العبد التخلص منها، كما قال بعض السلف: ((إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها)). وهكذا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة، وصفات لازمة، فلو عطَّل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت حتى يعود إلى الطاعة، ولو عطل المجرم المعصية، وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه، وضاق صدره حتى يعاود المعصية (٢)، فعلى المسلم أن يُقبل على الطاعة، ويترك المعصية، ويسأل الله - عز وجل - أن يُحبِّب إليه الإيمان، ويزيّنه في قلبه، ويكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، ويجعله من الراشدين.

٢١ [٢] تَحْرِمُ الطاعة وتُثَبِّطُ عنها، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصدّ عن طاعة، وتكون بدله، ويقطع طريق طاعة أخرى، لكان كافياً في ضرره، فالمعاصي تحرم الطاعات، وتقطع طرق الأعمال الصالحة (٣).

٢٢ [٣] المعصية سبب لهوان العبد العاصي على الله وسقوطه من عينه، قال الحسن البصري رحمه الله: ((هانوا عليه فعصوه، ولو عزّوا عليه


(١) انظر: زاد المعاد، لابن القيم، ٢/ ٢٥.
(٢) انظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص١٠٨.
(٣) انظر: الجواب الكافي، ص١٠٦، ٢١٢.

<<  <   >  >>