للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسمين: عُلية، وسفلة، وجعل عليين مستقرّ العلية، وأسفل سافلين مستقر السفلة، وجعل أهل طاعته الأعلين في الدنيا والآخرة، وأهل

معصيته الأسفلين في الدنيا والآخرة (١).

٣١ [١٢] تُسْقِط الكرامة، من عقوبات المعاصي: سقوط الجاه، والمنزلة والكرامة عند الله - عز وجل -؛ فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم (٢)، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده، وإذا لم يبق له جاه عند الخلق، وهان عليهم عاملوه على حسب ذلك، فعاش بينهم أسوأ عيش: خامل الذكر، ساقط القدر، رزيّ الحال، لا حرمة له، ولا فرح له، ولا سرور؛ فإن خمول الذكر، وسقوط القدر والجاه جالب لكل غمٍّ وهمٍّ وحزن، ولا سرور معه، ومن أعظم نعم الله على العبد الطائع أن يرفع له بين العالمين ذكره، ويُعلي قدره (٣).

٣٢ [١٣] كراهية الله للعاصي، قال الله - عز وجل -: {وَالله لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (٤)، وقال - عز وجل -: {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} (٥).

[النوع الثالث: آثار المعاصي على البدن:]

للمعاصي آثار على بدن العاصي، منها على سبيل المثال ما يأتي:


(١) انظر: المرجع السابق، ص١٦١.
(٢) {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ} سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٣) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص١٥١.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٧٦.
(٥) سورة النساء، الآية: ١٠٧.

<<  <   >  >>