للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحول عافيته، وفجأة نقمته، وجميع سخطه)) (١).

٦ - تحجب القلب عن الربّ في الدنيا، والحجاب الأكبر يوم القيامة، كما قال الله - عز وجل -: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} (٢)، فكانت الذنوب حجاباً بينهم وبين قلوبهم، وحجاباً بينهم وبين ربهم وخالقهم (٣).

٧ - يألف المعصية، فينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أصحاب الفسوق هو غاية التهتّك، وتمام الّلذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدِّث بها من لم يعلم أنه علمها، وهذا الضرب من الناس لا يعافون ويُسدّ عليهم طريق التوبة، وتُغلق عنهم أبوابها في الغالب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلُّ أمتي معافىً إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)) (٤).

٨ - هوان المعاصي على المصرّين عليها، فلا يزال العبد يرتكب المعاصي حتى تهون عليه، وتصغر في قلبه وعينه، وذلك علامة الهلاك؛ لأن الذنب كلما


(١) مسلم، كتاب الذكر والدعاء،٤/ ٢٠٩٧،برقم ٢٧٣٩، وانظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص١٤٠.
(٢) سورة المطففين، الآيتان: ١٤ - ١٥.
(٣) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص٢١٥.
(٤) متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب ستر المؤمن على نفسه،٧/ ١١٧،برقم ٦٠٦٩،ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه، ٤/ ٢٢٩١، برقم ٢٩٩٠.

<<  <   >  >>