للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعقوبات على الأبدان نوعان: نوع في الدنيا، ونوع في الآخرة،

والمقصود أن عقوبات السيئات تتنوّع إلى عقوبات شرعية، وعقوبات قدريّة، وهي إمّا في القلب، وإمّا في البدن، وإمّا فيهما، وعقوبات في دار البرزخ بعد الموت، وعقوبات يوم حشر الأجساد مع الأرواح (١).

والخلاصة أن العقوبات القدريّة: هي ما يصيب الإنسان في دينه، أو دنياه، أو كليهما: من الفتن، والمحن، والابتلاء، بسائر المصائب على اختلاف أشكالها، وهي على ثلاثة أنواع:

منها ما يكون لرفع الدرجات.

ومنها ما يكون لتكفير السيئات.

ومنها ما يكون عقاباً للإنسان على ظلمه وعدوانه، وعصيانه لربه، وهذه الدرجة الأخيرة عامة للمسلم والكافر، كلٌّ على حسب ذنبه وجرمه (٢).

٣٥ [٣] والمعاصي تُوهن البدن؛ فإن المؤمن قوته من قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنُه، وأما الفاجر فإنه وإن كان قويَّ البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها، وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم)) (٣).


(١) انظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص٢٠٨ - ٢١١.
(٢) انظر: المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع، لحامد بن محمد المصلح، ص١١٨.
(٣) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص١٠٦.

<<  <   >  >>