للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان من الغافلين؛ لأن القلب يصدأ من المعصية، فإذا ازدادت غلب الصدأ حتى يصير راناً، ثم يغلب حتى يصير طبعاً وختماً، وقفلاً، فيصير في غشاوة وغلاف (١)، قال الله - عز وجل -: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (٢).

١٢ - الذنوب تطفئ غيرة القلب؛ فإنّ أشرف الناس وأعلاهم همّةً أشدّهم غيرةً على نفسه وخاصته، وعموم الناس؛ ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أغير الخلق على الأمة، والله - عز وجل - أشد غيرة منه؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث الله المرسلين مُبشّرين ومُنذِرين، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة)) (٣).

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا أُمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته يزني، يا أُمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)) (٤).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يغار، وإن


(١) انظر: المرجع السابق، ص١٥٣.
(٢) سورة المطففين، الآية: ١٤.
(٣) متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: البخاري، كتاب التوحيد، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا شخص أغير من الله)) ٨/ ٢٢٠،برقم ٧٤١٦، ومسلم، كتاب اللعان،٢/ ١١٣٦،برقم ١٤٩٩.
(٤) البخاري، كتاب النكاح، باب الغيرة، ٦/ ١٩١، برقم ٥٢٢١.

<<  <   >  >>