للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحسن البصري رحمه الله: ((إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إن ذلّ المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يُذِلَّ من عصاه)) (١).

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله:

رأيت الذنوب تُميتُ القلوب ... وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها

وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب ... وخيرٌ لنفسك عصيانُها

وهل أفسد الدِّينَ إلا الملوكُ ... وأحبارُ سوءٍ ورهبانُها (٢)

١٠ - تُفسد العقل وتُؤثر فيه؛ فإن للعقل نوراً، والمعصية تُطفئ نور العقل، فإذا طفئ نورُه ضعف ونقص، وغاب، وما عصى الله أحد حتى يغيب عقله؛ لأن واعظ القرآن ينهاه، وواعظ الإيمان ينهاه، وواعظ الموت ينهاه، وواعظ النار ينهاه، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها، فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله ذو عقل سليم؟

ولا شك أن المعصية إن لم تُفسد العقل فهي تُنقص من كماله، فلا تجد عاقلين أحدهما مطيع لله والآخر عاصٍ إلا وعقل المطيع منهما أوفر وأكمل، وفكره أصحّ، ورأيه أسدّ، والصواب قرينه (٣).

١١ - تطبع على القلب، فإذا تكاثرت طبعت على قلب صاحبها


(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص١١٣.
(٢) المرجع السابق، ص١١٤.
(٣) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص١١٤.

<<  <   >  >>