للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَن عَليّ - كرم الله وَجهه - أَنه خطب، وَقَالَ فِي خطبَته: " أَيهَا النَّاس سَمِعت رَسُول الله -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- أَنه كَانَ يَقُول: لَيْسَ من وَال وَلَا قَاض إِلَّا يُؤْتى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يُوقف بَين يَدي الله تَعَالَى على الصِّرَاط، ثمَّ تنشر الْمَلَائِكَة سيرته - يَعْنِي صحيفَة عمله مَعَ رَعيته، وَمَعَ من فِي تَحت يَده - أعدل أم جَار؟ فَيَقْرَؤُهَا على رُءُوس الْخَلَائق - يَعْنِي بَين الأشهاد، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {يَوْم يقوم الأشهاد} (غَافِر: ٥١) - فَإِن كَانَ عدلا نجاه الله بعدله، وَإِن كَانَ غير عدل، انتفاضة بِهِ الصِّرَاط صَار بَين كل عُضْو من أَعْضَائِهِ مسيرَة مائَة سنة. وَيَنْبَغِي للْملك أَن يقرب إِلَيْهِ أَصْحَاب الرَّأْي وَالتَّدْبِير، وَأَصْحَاب الْعُقُول المتدينين، ويكرمهم، وَيقبل شفاعتهم ونصائحهم، وَتَكون مشورته مَعَهم، لِأَن بمشورتهم تثبت أوتاد الدولة، وَقد قَالَ الله تَعَالَى لنَبيه عَلَيْهِ السَّلَام: {وشاورهم فِي الْأَمر} (آل عمرَان: ١٥٩) .

<<  <   >  >>