وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا مُظَاهرَة أوثق من الْمُشَاورَة ". وَكلما روعيت هَذِه الْقَوَاعِد االعشر فِي السلطنة والإمارة تزداد كل يَوْم دولة الْملك، ويزداد آثَار الْأَمْن وَعمارَة الْولَايَة، وينشر فِي الْبِلَاد آثاره الْحَسَنَة، ويفشو عدله فِي الْبِلَاد، وتميل إِلَيْهِ قُلُوب الْعباد، ويرتب أَحْوَال المملكة، وتنتفع الْخَلَائق من إحسانه وَكَرمه. حُكيَ: أَن حكماء اليونان قَالُوا: عَلامَة زِيَادَة دولة الْملك أَن يتَرَدَّد بِحَضْرَتِهِ أَرْبَاب الْعلم، والزهد، وَالْعقل، كل يَوْم وَلَيْلَة، وعلامة نقص الدولة، وخراب المملكة أَن يتَرَدَّد بِحَضْرَتِهِ الْفُسَّاق، والسفهاء، وَأهل الْبدع، والظلمة، ويجتنب الْعلمَاء عَن ملاقاته، ويكرهون الْحُضُور عِنْده. حِكَايَة: كتب ملك الرّوم إِلَى أنو شرْوَان: بِأَيّ شَيْء حفظت الْملك والرعية، مُنْذُ زمَان بِحَيْثُ لَا يخالفك أحد، وازدادت كل يَوْم دولتك، وَعمارَة مملكتك؟ فَقَالَ بسبعة أَشْيَاء: الأول: حفظت لساني من الشتم على الرّعية. الثَّانِي: مَا هزلت فِي الْأَمر وَالنَّهْي على الرّعية، بل كَانَ أَمْرِي بالجد، ونهيي بالجد. الثَّالِث: إِنِّي لم أُخَالِف بوعدي للرعية، بل كلما وعدت لَهُم شَيْئا أَعطيتهم ذَلِك، وَأَيْضًا لم أُخَالِف بوعيدي، بل كلما أوعدت النَّاس أصبت الْعقُوبَة إيَّاهُم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute