القارئ: وتضيق العدة أن يحسب شعبان تسعة وعشرين يوماً وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا حال دون مطلعه غيم أو قتر أصبح صائما وهو راوي الحديث وعمله به تفسيرٌ له.
الشيخ: هذه الرواية ضعيفة أنه إذا كان هناك غيم أو قتر وجب الصوم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (فإن غم عليكم فاقدروا له) فكلمة (اقدروا له) لا يصح أن نقول: إنها بمعنى ضيقوا عليه والتنظير بالآية الكريمة تنظير بما ليس بنظير لأن الآية (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ) ولفظ الحديث (فاقدروا له) ولم يقل (اقدروا عليه المعنى قدروا له هذا التقدير هل معناه أكملوا العدة ثلاثين يوما أو معناه اعملوا بالحساب؟ في هذا قولان للعلماء القول الأول (اقدروا له) أي أكملوا شعبان ثلاثين وهذا هو الذي ورد به الحديث (فإن غمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) وإذا كان القائل (فاقدروا له) هو الذي قال (فأكلموا العدة) فهو أعلم بما قال وليس فعل ابن عمر هو الذي يفسر الحديث مع وجود تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له وعلى هذا نحمل قوله (فاقدروا له) أي أكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً لأن هذا هو لفظ النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقول: على فرض أن (اقدروا له) بمعنى اقدروا عليه لماذا لا نجعل المسألة أن نضيق على رمضان؟ حتى (يوافق أكملوا العدة ثلاثين) لأنك إذا أكملت شعبان ثلاثين ضيقت على رمضان أما القول الثاني فيقول (اقدروا له) أي اعملوا بالحساب من التقدير وهذا ذهب إليه بعض المعاصرين وأيدوه تأييداً بالغاً وعندي أنه لا وجه له مع وجود نص بين يوضح المعنى ونقول: نحن والحمد لله في حل ما دام نبينا عليه الصلاة والسلام وجهنا أن نكمل شعبان ثلاثين يوماً فلماذا نذهب إلى التقدير والعمل بالحساب؟ فلو قالوا إن قول الرسول (إنّا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب) ونحن الآن أمة العلم وكنا أمة أمية قبل أن يعلمنا الله الكتاب والحكمة على يد محمد صلى الله عليه وسلم فيقال هذا أيضاً تعليل لكن لا يقابل