للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد ذكرنا قبل أن كتابات السلف صارت بالنسبة لشباب الصحوة كلاما صعب الفهم والتطبيق (١) .. فقد تغيرت لغة الكلام في عصرنا (٢) ..

وصارت كلمات السلف لدينا تحتاج الى إعادة شرح وتفصيل ...

ونضرب لهذا مثلا: فقد جاء في تعريف " اليقظة" على لسان إبن القيم أو أبي إسماعيل الهروي شيخ الاسلام " أن اليقظة" هي انزعاج القلب لروعة الانتباه ..

ونحن على يقين من أن هذا الكلام الآن صار يحتاج الى شرح ثم الى بسط .. رغم أنه كان إذا طرح على السلف فسرعان ما يتفهمون مراده .. ثم يسارعون في العمل بمقتضاه ..

وتأسيسا على ما سبق وفي ضوء هذه المعضلة .. فسوف نحاول في هذا المقام بسط مسائل التوبة الى أقصى ما نستطيع، فمن وافقه الأمر ممن يبغي السلوك الى الله فبها ونعمت .. ومن لم يجد فليصبّر نفسه الى النهاية .. فسيجد ما ينشرح له صدره إن شاء الله. فما لم يتأتى بالجهد في الشرح والكلام يتأتى إن شاء الله وقدّر بالدعاء ..

فإن الله سميع بصير .. وبالإجابة جدير .. ونسأل الله أن يرزقنا توبة نصوحا، فالتوبة رزق ..

ولإستثمار الوقت فيما يفيد نبدأ الموضوع مباشرة بالسؤال الأول والأهم.


(١) مرة أخرى نبين الا لصعوبته وإنما لجهلنا وجفائنا مع اللغة ومع الشرع ومع الله.
(٢) وأقصد بتغيير لغة الكلام لا للأفضل ـ لا سمح الله ـ ولكن بالتدني للغة العامية وتلقيحها بالألفاظ غير العربية.

<<  <   >  >>