الشاهد: أنها لم تكن تعرف النبي صلى الله عليه وسلم .. فجهلت عليه .. قالت: إليك عني إنك لم تصب بمصيبتي .. فلما قيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم .. علمت أنها أخطأت .. فالذي يجهل عظمة الله ـ ولله المثل الأعلى ـ يجهل عليه.
فإذا عرفت الله .. عظمت المخالفة عندك .. لذلك فإن المؤمن ينظر الى ذنبه كأنه في أصل جبل .. يخشى أن يهوي فوق رأسه ..
فاللهم عافنا من الذنوب والمعاصي .. رحماك بينا فإنك من تق السيئات فقد رحمته .. فاللهم اجعلنا من المرحومين ..
هذه الأولى .. تعظم الجناية بمعرفتك الله.
[(٢) معرفة النفس: باستقباح ما كنت عليه]
الثانية .. هي معرفة النفس .. هكذا دائما تقترن معرفة الله بمعرفة النفس .. ليخرج منها نوعين جليلين من العبودية .. محبة الله .. والازدراء على النفس ..
يقول ابن القيّم:
لا ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه .. فوقف بها عند حدها .. ولم يتجاوزه الى ما ليس له .. ولم يتعد طوره .. ولم يقل هذا لي .. وإنما يوقن أنه لله وبالله ومن الله ...
كثير من الاخوة تجده يتهم نفسه .. يقول لنفسه: عاص مذنب مقصر .. قلبي أشد من الحجر .. لكنه في الحقيقة معجب بنفسه .. لا يسعى لإصلاحها .. فهذه معرفة لا تفيد .. إنما الذي يعرف نفسه يقف