للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رابعا: علاج النفس بالصوم ومنع الحظوظ]

إنّ البطن إذا أكلت أشرت وبطرت .. وإذا صامت انكسرت .. وقل نشاطها .. وعادت الى ربها .. فأدمن الصيام كما أوصاك النبي العدنان .. عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام .. قال:" فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (١) وجاء: بمعنى قاطع للشهوة .. فامنعها ملذاتها .. كما يقول ابن الجوزي .. امنعها ملذوذ مباحها ليقع الصلح على ترك الحرام ..

أخي التائب .. ابدأ بتحقيق التوبة النصوح .. ابدأ بأن تتوب الى الله توبة نصوحا .. وقد قال إبن القيّم: في التحقيق أن التوبة تستلزم ترك المناهي .. والإقبال على العمل بالأوامر .. فمن ترك المناهي .. ولم يعمل بالأوامر .. لم تقبل توبته .. وليس بتائب .. قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:٧٠].

فشرط قبول التوبة .. العمل بالطاعة .. فاآن تب .. ارفع يديك .. ناد ربك .. وقل له يا رب تبت من كذا وكذا من المعاصي ..

ولكن اعلم ـ رحمني الله وإيّاك ـ أن تحديد المعاصي التي تتوب منها ليس شرطا في التوبة .. فقد تكون التوبة مجملة .. بأن تتوب الى الله من جميع الذنوب والمعاصي جملة دون تفصيل .. فتقبل إن شاء الله ..

وإنما يكون هذا التحديد لزجر النفس وتذكيرها .. وإلهامها التوبة وتثبيتها على هذه المعاني ..

تبت من كذا وكذا .. وعزمت ألا أعود أبدا لكذا وكذا .. وعاهدتك ربي


(١) أخرجه البخاري (١٩٠٥) كتاب الصوم مسلم (١٤٠٠) كتاب النكاح.

<<  <   >  >>