للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا: عزل النفس عن مواطن المعصية]

قال صلى الله عليه وسلم:" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" (١).

وقال صلى الله عليه وسلم:" وأمّا جليس السوء كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة". (٢)

وقال علي ابن أبي طالب:" لا تصحب الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويود لو أنك مثله".

وقال بعض السلف:" إيّاك ومجالسة الأشرار، فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري".

وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعله فقط .. بل بالنظر اليه .. فالنظر الى الصور يورث في النفوس أخلاقا مناسبة لخلق المنظور إليه ..

إنّ أول ما يبدأ من التوبة .. اخي التائب أن تتخلص من رفقاء السوء فتستبدلهم بصحبة صالحة .. ثم بعد ذلك لا بد من تغيير المكان الذي كنت تعصي الله فيه ..

إنّ الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا .. قال له العالم .. " إنّ قومك قوم سوء .. وإنّ في أرض كذا وكذا قوما يعبدون الله .. فاذهب فاعبد الله معهم" ..

اللهم اجمعنا مع الصالحين في الدنيا والآخرة ..

نعم .. إنّك ينبغي أن تنتبه لهذا .. لأن قضية تغيير الرفقة من الأهمية بمكان .. فأصحاب السوء لا يتركونك .. ومن ورائهم الشيطان .. لا يريد أن يفلتك ..


(١) صحيح الجامع (٣٥٣٩).
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٣٤) كتب الذبائح والصيد، ومسلم (٢٦٢٨) كتاب البر والصلة.

<<  <   >  >>