للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(٦) من التوقير: ألا تقدم حق المخلوق على حق الله]

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ين يدي الله ورسوله} [الحجرات: ١] .. أي لا تقدم أمرا بين يدي أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ولا حبّا بين يدي حب الله ورسوله .. لا تجعل أمام الله أحدا بل أول شيء هو الله ..

قرأت استطلاعا للرأي على طلبة إحدى الجامعات .. عن المثل الأعلى والقدوة وأهم المحبوبات فوجدوا أن الترتيب كما يلي:

١) الفنانين

٢) لاعبي الكرة

٣) المشاهير من الاعلاميين

٤) الله ورسوله

فإذا كان الله في التفضيل هو الرابع ترتيبا فأين يكون التوقير .. ؟ أين يكون الحب والإجلال .. ؟

أين يقع الأمر بأن تجعل الله ورسوله قبل كل شيء .. في الطاعة .. الحب .. الخوف .. الرجاء .. التوكل عليه ... الإنابة إليه .. ؟

[(٧) من توقيره جل وعلا: أن تختار حده وجنبه وناحيته من ناحية الناس وجنبهم]

قال تعالى: {ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء ١١٥].

وقال تعالى: {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأنّ له نار جهنّم خالدا فيها، ذلك الخزي العظيم} [التوبة: ٦٣].

ومعنى: {يحادد} أي: أن يكون الله ورسوله في حدّ .. والمخلوق في حدّ آخر .. فكن مع الله يكن معك .. بل كن في الحدّ والناحية التي فيها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وإن كنت وحدك.

<<  <   >  >>