للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - التبرؤ من الحول والقوة]

أن تتبرأ من كل حول وقوة .. وأن تستشعر الإعانة والمعية .. وحسن الظن بـ الله سبحانه وتعالى .. إنّ كلّ صهب بحول الله وقوته يصير سهلا .. فإذا استعنت بالله أعانك .. والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .. فهو قادر على أن تبيت وأنت تحب المعاصي وتصبح وأنت تكرهها .. وما يدريك ..

إنّ التبرؤ من الحول والقوة أن تدع حولك وقوتك .. عزيمتك وهمّك وأن تستعين بالملك القادر .. القاهر .. أن تستعين به ..

لما هدّد شعيب: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا، قال أولو كنا كارهين* قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجّانا الله منها، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شيء علما، على الله توكلنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} [الأعراف: ٨٨ - ٨٩] هكذا تتبرأ من الحول والقوة بقول على الله توكلنا ...

انتهت القضية .. اصنعوا ما شئتم قالها نوح من قبل {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا اليّ ولا تنظرون} [يونس:٧١].

وقالها هود عليه السلام: {فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون* إني توكلت على الله ربي وربكم} [هود:٥٥ - ٥٦].

كما قلنا من قبل إن نواصينا ونواصي أعدائنا في يد ملك واحد .. في يد رب واحد .. يصنع بنا وبهم كيف يشاء .. لذلك تبرأ من حولك وقوتك واستشعر معية الله {وهو

<<  <   >  >>