للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم أغلقتها جميعا .. إلا الباب الذي بيننا وبين الله .. فهذا لا ينغلق ..

وفي معنى الاستهانة بستر الله يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:" يا صاحب الذنب، لا تأمن سوء عاقبته .. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته .. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال ـ وأنت على الذنب ـ أعظم من الذنب .. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب .. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب .. وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب .. وخوفك من الريح إذا حرّكت ستر بابك ـ وأنت على الذنب ـ ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب .. "

كيف لا يوجل قلبك من الله ويوجل أن يراك البشر في معصية .. ؟! هذا والله لظلم عظيم .. واعلم أن التهاون بستر الله أكبر من الذنوب لكونه يكاد يكون شركا ..

[خامسا: المجاهرة]

أن يبيت الرجل يعصي .. والله يستره .. فيصبح ليحدث بالذنب .. ويهتك ستر الله عليه .. تراه يأتي فيحدث بما فعل وفعل .. فالله يستره وهو يهتك ستر الله عليه.

قال صلى الله عليه وسلم: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين .. وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا .. وقد بات يستره ربه ويكشف ستر الله عنه". (١)


(١) البخاري (٦٠٦٩) كتاب الأدب. ومسلم (٢٩٩٠) كتاب الزهد والرقائق.

<<  <   >  >>