للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - هجر أماكن المعصية]

أن تهجر مكان المعصية تماما .. لا تعد إليه .. انظر الى قيس المجنون وهو يقول:

أمر بالديار ديار ليلى ... فألثم ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار

إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله .. فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه .. إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي .. فقل له: ستعود يا مخذول ..

لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان .. لا تعد إليه مرة أخرى .. لا تمر به .. وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني .. فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى .. لا يستطيع منه فكاكا .. وابك .. وابك على معاصيك .. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم .. لا يصيبكم ما أصابهم" (١).

فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه .. فكيف لتائب من الزنا أن تحسن توبته وهو لا يكف عن تتبع أخبار الفائدة ومصادقة المرابين وزيارتهم في أعمالهم ..

وكيف لتائب من التدخين أن يستمر على التوبة وهو لا يجالس إلا المدخنين .. فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم ..


(١) أخرجه البخاري (٤٣٣) كتاب الصلاة، (٣٣٨٠) كتاب أحاديث الأنبياء، (٤٤١٩) كتاب المغازي).

<<  <   >  >>