للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحجاب السادس: حجاب الشرك]

وهذا من أعظم الحجب وأغلظها وأكثفها .. وقطعه وإزالته تكون بتجريد التوحيد .. وإنما المعنى الأصلي الحقيقي للشرك هو تعلق القلب بغير الله سبحانه وتعالى .. سواء في العبادة .. أو في المحبة .. سواء في المعاني القلبية ... أو في الأعمال الظاهرة .. والشرك بغيض الى الله تعالى .. فليس ثمة شيء أبغض الى الله تعالى من الشرك والمشركين.

والشرك أنواع .. ومن أخطر أنواع الشرك "الشرك الخفي" ..

وذلك لعدم معرفة العبد به وقد يظن في نفسه الصلاح والتقى والهدى .. وأنه إنما يعبد الله وحده .. وأنه إنما يتقرب اليه بالطاعات .. ويتحب اليه بالنوافل .. ولا يعلم أنه يشرك به من حيث لا يدري.

وقد تبدو لك خطورة هذا النوع من أنواع الشرك إذا تدبرت قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون* ثم لك تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين* انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} [الأنعام: ٢٢ - ٢٤].

فجاهد أخي في تجريد التوحيد .. سل الله العافية من الشرك .. واستعذ بالله منه .. وقل في كل وقت .. "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه".

هنا يزول الحجاب .. مع الاستعانة .. والإخلاص .. وصدق اللجأ الى الله.

حجاب الشرك .. معناه أن يتعلق قلبك بغير الله سبحانه وتعالى .. وكون أن مجرد تعلق القلب بغير الله شركا .. وما هو المعنى من وراء هذه الكلمات القليلة المجملة .. ؟

<<  <   >  >>