إنهم وفي قرارة أنفسهم يعلمون أنهم مخطئون .. ولكنهم يحتجون أو يتبججون .. فيقولون .. إنّ الملتزمين قد حرموا كل شيء .. السجائر .. الخمر .. الموسيقى ... الشم .. الهيروين .. كلّ هذا حرام .. فما بقي لنا ..
سبحان الله العظيم .. فكيف السبيل للتحاور مع هؤلاء .. كيف تقول لهم إنّ الحرام أشياء معدودة وهو ما حرمه الشرع ولم يحرمه الملتزمون .. أما الحلال فلا سبيل الى حصره ..
إننا نتناسى أن الأصل أن تعيش لله وبالله ... ولا تستثقل الالتزام مثل أن تقوم لتصلي الفجر في حين تعودت أن تنام حتى الظهر .. ألا ترى أنه من الخسران أنك قد حولت لياك الى نهار .. ونهارك الى ليل .. هذا في حين يقول خالقك في كتابه العزيز:{وجعلنا الليل لباسا* وجعلنا النهار معاشا}[النبأ: ١٠ - ١١] وقال: {من إله غير الله يأتيكم بليل فيه تسكنون}[القصص: ٧٢].
فالليل سكون .. وأنت قد قلبت السكون الى ضجيج وموسيقى .. وعشت لياك نهارا .. عندها لن يكفيك نوم النهار كله .. ولكن إذا حاولت ضبط نفسك .. فتنام مبكرا وتستيقظ مبكرا .. كما قالت أم المؤمنين عائشة: عجبت لمن ينام عن صلاة الضبح كيف يرزق .. ؟ فبعد صلاة الصبح تقسم الأرزاق .. أنت تنام ولا تصلي والله برزقك .. ألا تخجل من نفسك .. ؟! تعصي الله وهو يمهلك ..
والسؤال الآن: كيف يمكن الخلاص من استثقال التوبة واستصعاب الالتزام .. ؟
عليك الآن بالآتي:
[١ - دفع التسويف]
فورا وبلا تردد .. والتوبة بادي الرأي .. ألا تفكر قبل أن تتوب ... وأن تسلم لله سبحانه وتعالى .. وانظر لكلمة اشتهرت عن سيدنا علي رضي الله عنه ـ ولا نعلم مدى صحتها بالنسبة إليه ـ .. أنه لما عرف الاسلام قال له الرسول صلى الله عليه وسلم:" ألا تستشير والديك .. ؟ " قال: وهل استشار الله سبحانه وتعالى ولدي حين